الجمعة، 6 فبراير 2009

النشر وسنينه

لي مع الناشرين سواء كانوا عاملين في مؤسسات عامة, أو ملاكا لدور نشر خاصة مشوار طويل وصعب فيه الكثير من المنغصات, والقليل من اللحظات المفرحة, وسوف أرجي في هذه العجالة الحديث عما هو مفرح في هذا المشوار, لأن ما هو مفرح ليس فيه من المتناقضات ما يكشف عن مشكلات ما في صناعة النشر المصرية, أما المنغصات فيمكن عن طريق تحليلها وضع أيدينا علي الكثير من الأمراض في هذه الصناعة ودهاليز إداراتها, ومن ثم محاولة علاجها, ووضع الأدواء المناسبة للخلاص منها.في البداية سوف أحكي لكم قصة نشر ديواني الأول" لكننا لسنا دائما علي ما يرام", وهذا الديوان صدر عن هيئة الكتاب المصرية, وهي مؤسسة عامة من أضخم مؤسسات الدولة المصرية التي ينصب عملها علي النشر وشئونه, وقد كان وراء نشر الديوان الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي كان وراء ظهور السلسلة التي طبع ضمن إصداراتها الديوان, كان ذلك قبل صدور الديوان بحوالي خمس سنوات, وقد التقي عبد المجيد وقتها مجموعة من المبدعين الشباب لم أكن من بينهم في مقهي زهرة البستان, وأخبرهم أن الهيئة تشرع في إصدار سلسلة جديدة بديلا عن سلسلة إشراقات أدبية التي ساءت سمعتها, ولم تعد تحظي باهتمام الكثيرين من المبدعين المصريين الذين عزفوا عن تقديم ابداعاتهم لها, وقال عبد المجيد أنه سوف يكون مسئولا عن تحرير هذه السلسلة, ودعا إلي تعجيل تسليمه عدد من دواويين الشعر والمجموعات القصصية والروايات لنشرها في السلسلة, بعد اللقاء كان من المخطط أن يبدأ عبد المجيد بإصدار خمس كتب في مجالات الابداع المختلفة كباكورة لإصدارات السلسلة, بعدها تتوالي الإبداعات والكتب, لم أستغرب وقتها أن لا يصدر الديوان بعد الخمسة كتب الأولي فقد سبقني عدد من الأصدقاء إلي تقديم إبداعاتهم, لكنني رغم ذلك لم أتأخر في تقديم مخطوطة كتابي كثيرا, حيث لم يمر كثيرا علي إعلان ظهور السلسلة إلا وكان المخطوط لدي المسئولين عن السلسلة في الهيئة, بعد ذلك بدأت مرحلة الانتظار, ومر عام بعد عام بعد عام حتي اكتملت سنوات الانتظار خمسا بالتمام والكمال, ساءني ذلك كثيرا حتي قابلت الشاعر والمحقق الثراثي أيمن حمدي وقد كان وقتها سكرتير تحرير السلسلة, وعندما أخبرته بالمسألة قال لي عليك أن تقوم أولا بكتابة الديوان علي الكمبيوتر, حتي نعجل بظهوره ونتلافي الأخطاء التي يمكن أن يصدر بها فيما لو تمت كتابته في الهيئة, لم يمر وقت طويل بعد ما سلمت أيمن الديوان مكتوبا علي الكمبيوتر, فقد فاجئني به, ودعاني للذهاب إلي الهئية لكتابة عقد نشره, وقد قام أيمن وهو صديق عزيز بتولي مهمة الدعاية للكتاب وقام بنفسه بتوصيله إلي عدد من المشرفين علي الصفحات الأدبية والثقافية. وهنا يجب ملاحظة أنه لولا وجود أيمن في الهيئة ما كان الديوان صدر ولا رأي النور حتي الآن, ونحن نسمع الكثير من القصص عن أعمال إبداعية ضاعت ونسيها سكان هيئة الكتاب لسنوات, حتي فقد أصحابها الأمل في صدورها.هذه قصة صدور ديواني الأول, والمدهش فيما صاحب صدوره هو أن عقده لم يتجاوز أربعمائة جنيه, وأعطي الهيئة حق احتكار إعادة طباعته لخمس سنوات أخري فوق الخمس سنوات التي قضاها الديوان حبيسا للأدراج, أما ديواني الثاني فسوف أحكيها لكم في مقال تال قريبا إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق